تحت الرماد
كنت أراقب بقلق شديد تطور الأحداث الساخنه في محافظة قنا بمدينة إسنا بالتحديد وأتمنى بيني وبين نفسي أن ينجح الأمن في ضبط الأمور هناك على الرغم من يقيني أن المشكله ليست أمنيه على الأطلاق وأدراكي أن الأمن ربما يكون أحد أسباب المشكله الحقيقيه بتحيز الغالبيه من رجاله إلى أصحاب الديانه الكبرى داخل مصر نفس الديانه التي يدوسونها بأقدمهم في بعض الأحيان أذا صدرت لهم أوامر بهذا !!! لكن للأسف تطورت الأمور إلى الأسوء داخل المدينه الهادئه فقامت مجموعه من الغوغاء في غياب كامل للأجهزه الأمنيه بتحطيم ممتلكات المسيحين داخل البلده ولم يكتفوا بهذا بل أتجهوا لتحطيم أبواب ونوافذ أحدى الكنائس هناك ردا على حادثة ممارسة بعض الشباب المسيحي للجنس مع إحدى العاهرات التي شاء القدر أن تكون مسلمه فكان الرد المزلزل على المواطنين المسيحين بصوره تشبه إلى حد كبير مايحدث في ضواحي بغداد وتلقى المسيحين هناك كالعاده عقاب جماعي على خطأ أرتكبه البعض منهم وأنتهت الأمور هناك كما يحدث دائما بأتفاق على دفع تعويضات مناسبه للمسيحين وأخلاء سبيل جميع المتهمين مسيحين ومسلمين وأقامة مجالس عرفيه لتصفية النفوس هناك !!! وأنا أتسائل كيف لدولة القانون أن تحتكم لمجالس عرفيه وتدهس القانون بهذا الشكل المخزي وكيف يتسامح المجتمع مع المتهمين بالدعاره والتخريب بهذه السهوله بل كيف اصبح مجتمعنا بهذه الهشاشه الطائفيه فنقوم بقتال بعضنا البعض كلما سنحت الفرصه لهذا.وأظنني أكاد أجزم أن البعض منا أصبح ينتظر تلك الأحداث لتفريغ بعض الشحنات السلبيه التي اصبحت تملؤنا جميعا واصبح البعض منا يجد لذه في التخلص منها عن طريق أثارة الطائفيه فهي أسهل بالطبع واكثر أمناً من تفريغها في مواجهة المصادر الحقيقيه لكل مانشعر به من أحباطات داخل هذا الوطن والسؤال الهام هنا ماهي الأسباب الأخرى الملموسه التي أستطيع التحدث عنها بعيدا عن مشاعر الأحباط وهذا الكلام المرسل الذي كتبته ساقول أن أهم تلك الأسباب هو الأعلام المحرض الذي يعطي مثلا للدكتور زغلول النجار ومحمد عماره صفحات كامله ينتقدون فيها العقيده المسيحيه ويقومون بوصفها بأوصاف لا تليق في جرائد المفروض أنها مملوكه للمسيحي بنفس قدر ماهي مملوكه للمسلم أنا لا اقول أنه يجب تكميم افواه الصحفيين أو العلماء لكني لا أظن أنه من العدل أن يكتفي المسيحين بالرد على الأتهامات التي اقل ماتوصف به أنها حقيره و تطعن بشده في صلب العقيده المسيحيه والكتاب المقدس الذي يطلق عليه الدكتور النجار في وسائل الأعلام الحكوميه الكتاب المكدس !!!! دون أن يملكوا نفس الحق في أنتقاد العقيده الإسلاميه بالمثل إلا إذا قبلنا حقيقة أن المسيحين مواطنين درجه ثانيه في مصر وليس لهم ما لغيرهم من المسلمين هذا بالنسبه إلى الأعلام الحكومي أما الأعلام المستقل فأظن أن المسيحين يمتلكون هامش مناسب من الحريه تجعلهم قادرين على الحديث بما في أنفسهم إلى حد ما. وهنا يأتي دور المحرضين من الجانب الأخر بعد أن استطاعوا أخيرا أن يجدوا مايتمنونه من أعلام متطرف مجنون يأتي إلينا من الخارج بقيادة زكريا بطرس في تلك القناه المشبوهه التي لو استطاعت الوصول إلى المواطنين العاديين في مصر لقامت حرب أهليه وليس مجرد فتنه طائفيه فالرجل مريض نفسي وأظنه يجد في ظلم وتجريح المسلمين بعض العداله الشعريه التي تريح نفسه المضطربه وانا هنا أتحدث عن ظلم الكلمات لا ظلم اللكمات التي يتبادلها أصحاب الديانتين في المناسباب هنا في مصر و لا يملك العقلاء في مصر وخارجها غبر أن يحاربوا هؤلاء الذين لا يكفون عن أرسال تلك الرسائل الملغومه إلى هذا المجتمع الذي يجمع مابين التطرف والأنحلال في مزيج مدهش يجعلك تظن أن الواسطيه قد ألغيت من قاموسه ومع هذا يتفنن المتطرفين في تفخيخ مجتمعنا بكلمات مسمومه حتى أصبح الحال في مصر بحق لا يطاق فنحن على صفيح ساخن يجعلني أرى في الأفق ثوره عارمه ولكني لا أرها ستكون الثوره التي أحلم بها فهي أن جائت لن تكون على النظام المستغل وأعوانه بل ستكون ثوره يقوم بها المصريين على المصريين
Labels: مساخر