Jul 12, 2008

مصر بعيون سودانية-1

كثير من اهل السودان ينتابهم شعورمتناقض حين يفكرون بمصر، خاصة هؤلاء الذين لم يزوروها يوما.

فمن جانب مصر التوئم السياسي والجغرافي والتاريخي لبلادهم، ومن جانب اخر مصر الاستعمار والغزو وصيد العبيد والبحث عن الذهب في ماضي طويل يغذية ارث اسرة محمد علي. ومن جانب ثالث مصر الازهر الشريف والعلم والتعليم واضرحة سلالة الرسول الكريم واولياء اللة الصالحين ففي الارث الصوفي السوداني هي مصر المؤمنة بأهل الله كما ينشد الشيخ الجليل البرعي. وهي المرتجي للباحث عن العلم والثقافة والباحث عن ملجئ والباحث عن العلاج والباحث عن السياحة. وحين يزور السوداني مصر يدرك من حيث لايدري انها قد تكون الدولة الوحيدة التي لايشعر فيها بالغربة حتي ولو نعت بالبربري، وعذائه أن هناك ايضا من ينعت بالصعيدي والفلاح والقفل من اهل البلاد.

وما يثير السودانيين اكثر في مصر هي انها بلد كل شئ وعلي حد قول احد بلدياتنا، اذا ما دخلت الجامع او الكنيسة قلت ان كل اهل البلاد متدينين واذا ولجت الي كابريه او خمارة زعمت ان جلهم اهل فسوق، واذا قابلك عالم جزمت ان لا اعلم منه واذا صادفك جاهل ظننت ان لا اجهل منه فالسوداني يعرف عن مصر الكثير بينما المصري فلا وهذا بالطبع مؤلم، ومع انه يعرف ان الطباعة دخلت من هنا والسينما بدأت هنا والرواية كذلك، لايرضيه في دواخله ان لايعرفه توئمه عنه شيئا.فاجئني احد المصريين يوما حين سألني هل هناك زراعة قطن في السودان، فاستعجبت كيف لايعرف ان زراعته المنظمة قد ادخلها اصلا اهل مصرفي السودان!!

واكثر ما يتوجس منه السوداني حين يصل مصر لاول مرة هوما يشاع عن المصريين من حيث انهم قادرين علي الذهاب بك الي البحر وارجاعك عطشان اواقناعك بشراء الترماي، ولكن سرعان مايزول هذا الخوف حين يذوب في الملايين التي ينهشها الفقر الذين يؤثرون علي انفسهم ولو بهم خصاصة، أرايت حين هجمت قوات الامن المصرية علي اللاجئين السودانيين المعتصمين في احد ميادين القاهرة وكأنها تهاجم قطيع من الخراف، كيف قامت مظاهرات مصرية صرفة احتجاجا علي هذا السلوك المتخلف بينما التزمت الحكومة السودانية الصمت. انا نفسي تعرضت لموقف شمل السلوكين، فبينما انا اتجول في شارع النبي دانيال بالاسكندرية اذا بفتاه تمسك بيدي وبيدها الاخري حقيبة مفتوحة ثم راحت تصرخ يا حرامي يا ابن ال.....

وفي خضم ذهولي بين الجموع الغفيرالتي احاطت بنا اذا بأحدهم يصفع الفتاه ويسحبني من يدي ويعتذر ويتاسف لي. اليست هذه اخلاق اولاد البلد؟

ومنطق اولاد البلد بسيط ومقنع، ففي احدي الدول العربية حين كنت ادرس الجامعة كان هناك طالب مصري وحيد، لم يجد من يقاسمه السكن الطلابي غير السودانيين وهذا بالطبع طبيعي،وذات يوم زارنا احد الطلبة العرب وبفجاجة اخذ ينهال علي اخينا ذما من قبالة انتم المصريون لا امان لكم من اجل المال تفعلون اي شئ ... كان الرد بسيطا جدا ومفحما

- ياسيدي احنا اكثر من سبعين مليون معقول بس حنكون كلنا وحشين

-

- فبهت الذي كفر

-

ونواصل.....

كتب لمدونة عيون مصر الصحفي الاستاذ أيمن حاج

Labels:

4 Comments:

Blogger sandy said...

أنا بحب السودانين وبحس انهم ناس طيبين أوي وفعلا اللي حصل للسودنين المتظاهرين كان شئ قاسي أوي بس اهو بيحصل للمصرين في المظاهرات أكتر من كده يعني اللي حصل مش بسببنا احنا دا الشرطه وزي ماكتبت قبل كده ياعيون في ناس في الشرطه واحشين جدا
تحياتي

July 13, 2008 at 5:49 PM  
Anonymous Anonymous said...

أتفق مع الصحفي في كتير من كلامه وأقل واجب علينا أحنا المصريين أاننا نقرب للسودان أكتر بالنسبه لباقي العرب فأنا مش بحبهم ابدااااااا

July 14, 2008 at 2:30 AM  
Blogger Unknown said...

احنا منعرفش حاجه عن بعض يعني القاخرين مش مهتمين باهل الصعيد ولا الفلاحين لازم نقرب كلنا من بعض لاننا في الاخر شعب واحد و الم و امل و هم واحد و مستقبل واحد

تحياتي

July 14, 2008 at 5:17 PM  
Anonymous Anonymous said...

شكراً على البوست الرائع
وقد تم اختياره من ضمن مختارات منتديات القمة للتدوين العربى

July 20, 2008 at 12:29 AM  

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home

استقلال القضاء حق كل المصريين
حقوق النشر غير محفوظه ولا يهم ذكر المصدر