Feb 16, 2008

باللون الأحمر



التاريخ 2157 المكان غرفة أطفال في أحدى الفيلل اللتي يسكنها فقراء مصر في هذا الزمن الكريم .

أبتسمت الجده وحفيديها يطلبون منها كعادتهم ان تحكي لهم قصة قبل النوم وأرتفع حاجباها في دهشه عندما طلب منها أصغر أحفادها أمجد أن تحكي لهم عن مصر أيام زمان منذ مئة عام أو أكثر مثلا كيف كان الحاكم وهل كانت مصر كما هي الأن دوله كبرى أرتسمت علامات الحيره على وجه الجده فقد كانت تخبرهم دوما بأن مصر كانت عظيمه منذ قديم الزمن وهذا مايتعلمونه في مراحل التعليم المختلفه ومنذ أن صدر قانون بإزالة كل مايتعلق بتاريخ تلك الحقبه المظلمه من تاريخ مصر وأسقاطها تماما من التاريخ المصري نظرا لما تلحقه بمصر وشعبها من عار ولا أحد يسأل بل ولا أحد يعلم من كان يحكم مصر في القرن الماضي وكأنها فتره سقطت من تاريخ مصر لكنها مازالت تذكر أحاديث جدتها عن جدها الذي أعتقل في تلك الحقبه السوداء فقط لأنه كان يريد مقابلة فرعون مصر في تلك الأونه ليشكي له ممارسات الأمن تجاه العمال في الشركه التي يعمل بها. كان جدها رجل طيب تصور أن كل مايجري لا يعلم به هذا الفرعون فما كان من أمن الفرعون الشهير في هذا الوقت بأمن الدوله إلا أن أعتقل جدها المسكين ولم تراه جدتها إلا بعد ثلاث سنوات رأته جثة هامده لم يحتمل قلبه الطيب الأهانات والتعذيب فتوقف وبقيت جدتها تعاني من فراقه زمن طويل حتى قامت الثوره على ابن هذا الفرعون الذي تسلم مقاليد الحكم في عهد أبيه حتى يضمن أستقرار الأمر له تذكرت كيف كانت تحكي جدتي عن تلك الثوره العارمه التي سموها ثورة الجياع لم تكن بيضاء بالطبع فقد حول هذا النظام غالبية شعب مصر في تلك الأونه إلى مجموعه من الجياع المصابين بكافة انواع الكبت لقد احرق الثوار كل شئ في طريقهم وأصبحت السرقه والأغتصاب أمر عادي في الشارع المصري ونزل الجيش بطلب من الفرعون الصغير حديث العهد بالحكم وعندها حدثت مذبحه مات فيها عشرات الألاف في كافة أنحاء مصر وحل الجيش من تلقاء نفسه بعد تلك المذابح الوحشيه التي أرتكبت من الجانبين وشكل الثوار محاكمات صوريه لأركان النظام كان الهدف منها أشباع روح الأنتقام داخلهم كانت جدتي تحكي كيف كان يأتون بأفراد النخبه الحاكمه في الملاعب الرياضيه لأذلالهم أمام ألاف من الثوار الحانقين الغاضبين وبعدها يعلقون على المشانق التي نصبت وأعترفت لي جدتي أنها كانت تذهب معهم لتطفئ نار غضبها ممن حرموها من الزوج والرفيق إلا أنها ندمت بعد هذا فقد قالت أن الدماء أريقت على أتفه الأسباب فمن كان يثبت أنتمائه لحزب الفرعون كان يعلق على المشانق دون تردد ودون سماع أي دفاع فلم تكن تحركهم العداله بل حركهم أنتقام أسود مريع وهي أرادت العداله واستمر الأمر فتره جعلت العالم يشبه مصر بأروبا إبان محاكم التفتيش في العصور المظلمه و قسمت مصر إلى مناطق يحكمها أسلاميين أو أقباط أو يساريين وظل هذا الحال عقد كامل من الزمان حتى ظهر مؤسس الدوله الحديثه في مصر وقام بتوحيد البلاد مستخدماً القوه أحيانا حتى أستطاع أن يجعل من مصر دولة موحده بعد أن صارت كيانات طائفيه ومذهبيه وقد قال الرجل وقتها أنه ماأن يوحد البلاد وينشئ دستورا قويا يحميها سينزل عن كرسيه وسيتركه للشعب يختار من يشاء ليحكمه وقد أوفي هذا الرجل العظيم بما وعد ولم يمر عقدين إلا وكانت مصر من الدول الكبري بعد أن حققت ماهو أشبه بالمعجزه وذكرت العالم بما فعلته اليابان بعد الحرب العالميه الثانيه ومع الوقت نسى الشعب المصري أو تناسى ماحدث بل وصدر قانون يمنع ذكر تلك الأحداث المؤسفه في أي كتاب أو جريده والغريب في الأمر أن العالم نفسه تناسى تلك المأساه .... هنا أنتبهت الجده أنها قد غرقت في محيط من ذكريات ماضي كريه عاشته من خلال ذكريات جدتها وما أن أنتبهت حتى قالت لحفيدها الذي كاد أن يغلبه النوم أن مصر كانت كبيره دوما وأحبت كل من أحبها

old post

فانتازيا

Labels:

22 Comments:

Blogger micheal said...

برافو عليك و علي قلمك الرائع...[جد قصه مؤثره و كم أتمني أن أجد مصر مثل اليابان في يوم من الايام ...و الله احنا مش ناقصنا غير أن تكون النوايا خالصه من الخكومه و الشعب بس للاسف الجاثمين علي صدورنا نجحزا في تصدير الاحباط لنا
تحياتي

February 16, 2008 at 1:12 AM  
Blogger Zika said...

تحياتي ليك
وبحييك علي طريقة عرضك للموضوع وتسلسل الكلام
منطقي جدا
بالمناسبه انا غيرت اسم المدونة بتاعتي
واللينك
معلش بقي بتعلكوا معايا كل شوية
http://adirector.blogspot.com/

February 16, 2008 at 6:19 PM  
Blogger sandy said...

جميله أوي بس مخيفه ياعيون دا لو حصل كده تبقى مصيبه بصراحه أنا متمناش ان دا يحصل خالص ربنا يخلصنا من اللي أحنا فيه على خير
تحياتي ليك ومستنيه جديدك

February 16, 2008 at 9:10 PM  
Blogger Zivago said...

القصة لا جدال علي روعتها لكن ماذا عن المصير هل نحن قادرون علي احتمال ثمن الثورة....هل الدماء التي ستغرق الشوارع سيمحيها التطور....مأساة...هل نحن قادرون علي تحمل تكلفة الفرصة الضائعة لا اعتقد...و سأذكرك يوما بان الواضع باق كما هو عليه.....و أن الفرعون الصغير مثل الكبير و ان الحل الوحيد الذي اراه متاحا الآن هو السفر خارج ملحمة "الكوميديا الرئاسية"التي نحياها منذ ربع قرن ويزيد......لا تحلم بمأساة قد تتحقق....و لست فأرا يغادر السفينةالغارقة لأني أعيش في سفينة غارقة منذ ولدت...............

February 17, 2008 at 7:08 PM  
Blogger mashahed said...

قصة مؤثرة لكن تصور سوداوي جداً لسيناريو الثورة


مش ضروري الثورة تكون كده .... ومش قصدي ان الثورة -أي ثورة- لن تكون عنيفة ... لكن العنف الذي يرتبط بالثورات كان وسيكون محركه الأول دوماً هو محاولة السلطة القائمة لانقاذ سلطتها المهددة


وفي ذلك الاطار تستخدم الدولة -السلطة- أبشع وأعنف الوسائل المتاحة في محاولة منها لقمع الثورة .... فيضطر الثائرون للرد العنيف دفاعاً عن أرواحهم وأملهم في تغيير الوضع القائم -اللي بالتأكيد دفعهم للثورة- حيث أن العنف هو الرد الطبيعي للعنف


وبذلك تستطيع أن ترى أن مرحلة العنف الثوري -الذي لاتكاد تخلو منه ثورة على مدار التاريخ -لا يتحمل مسئوليتها الثوار وانما تكون انعكاساً لآخر محاولات النظام القائم لاستعادة سيطرته وقمع الثورة .... والعنف الذي يصدر عن الثوار في معظمه لا يتجاوز كونه رد فعل على وحشية السلطة التي تحتضر


تحياتي

February 18, 2008 at 11:03 AM  
Blogger mado80 said...

حلم جميل أوي

وصياغتك للحلم ده أجمل

بس أعتقد مش شرط علشان تتقدم مصر أن تراق كل هذه الدماء

أتمني من الله أن يجئ هذا اليوم الذي تحقق فيه مصر مثل هذا الحلم حلم التقدم والرقي وأن تكون في مصاف الدول الكبري بالفعل

تحياتي لك وألف تقدير لشخصك الكريم

February 19, 2008 at 6:53 PM  
Blogger EGYPT EYES said...

micheal
........
شكرا ليك ياصديقي هو ممكن طبعا النوايا تكون خالصه لشريحه كبيره من الشعب بس حكومة امانة السياسات اشك
تحياتي ومنوراني دايما

February 20, 2008 at 11:16 AM  
Blogger EGYPT EYES said...

Zika
......
شكرا ليك ولايهمك تعبك راحه ياصديقي
تحياتي ومنوراني دايما

February 20, 2008 at 11:17 AM  
Blogger EGYPT EYES said...

sandy
.......
ولا انا أتمنى أن دا يحصل مع أن دا لا ينفي أمكانية حدوثه في سنوات الرئيس القادم
تحياتي لكي ونورتيني

February 20, 2008 at 11:18 AM  
Blogger EGYPT EYES said...

Zivago
.........
أفهم ماتعانيه فالحياه في مصر اشبه بالحياه في سجن كبير على اي حال اتمنى أن يوفقك الله في اختياراتك
تحياتي ومنوراني دايما

February 20, 2008 at 11:21 AM  
Blogger EGYPT EYES said...

mashahed
..........
هو لايوجد سيناريو محدد للثوره ايا كانت وانا لم أقصد بكلماتي ان هذا هو تصوري للثوره على طريقتنا الحمراء يارفيق
فالثوره أن قامت في مصر لن تكون ثوره على غرار ثورة اكتوبر
ستكون ثوره يقودها الكبت والحرمان بمعنى انها ستكون أشبه بأنفجار وستتناثر شظايا هذا الأنفجار في كل أتجاه
تحياتي يارفيق ونورتني

February 20, 2008 at 11:31 AM  
Blogger EGYPT EYES said...

mado80
.......
نعم الجزء الثاني من الحلم جميل وأتمنى أن يأتي يوم اشاهده يتحقق أما الجزء الأول منه فهو كابوس يقودنا إليه مجموعه من الخونه لايهمهم أحتراق وطنهم طالما في خزائنهم مايكفيهم هم وأولادهم
تحياتي وتقديري لك ياصديقي ومنوراني دايما

February 20, 2008 at 11:36 AM  
Blogger Hedaya Al Haj said...

لا ادري ان كنت مكان هذه الجدة ما كنت ساقول في هذا

كان يا مكان كان فيه انسان .. ومش هيكون مرة تانية اكيد !!

يمكن بهيك بختصر ع حالي تعب كتير
باتت حقوق الانسان هي هدف الحكومات لتهذر فقط ..

تحياتي لك\\

February 21, 2008 at 5:03 PM  
Blogger انجلز said...

تصور هائل لثورة متوقعة وفى ظل عدم وجود حزب ثورى ستتفرق مصر كما زكرت الى منطقة اقباط واخرى لاسلاميين وثالثة لليسارين وهذا تصور واحد متفاعل جدليا مع الواقع المحيط بية
قصة مؤثرة والى الامام يارفيق

February 22, 2008 at 12:45 AM  
Blogger admin said...

السلام عليكم
أستطيع مساعدتكم فى تغيير شكل قالب المدونة وفقا لذوقك واختياراتك و ذلك بثلاثون جنيها فقط تدفع فى حسابى بالبريد المصرى بعد عمل التعديلات المطلوبة هذا ان وافقتم
فى حالة الموافقة يمكن مراسلتى على بريدى الاليكترونى
4xmisr@gmail.com
شكرا

February 24, 2008 at 3:42 PM  
Blogger مصطفى محمود said...

بوست رائع يا معلم

February 25, 2008 at 12:09 PM  
Blogger ابو العربى said...

ربنا يستر
مصر اوشكت على الانفجار
تحياتى لقلمك

February 28, 2008 at 10:45 PM  
Blogger EGYPT EYES said...

عـــــــــــــــروبة
......................
نعم ياعزيزتي صدقتي كان ياما كان
منوراني دايما عروبه
تحياتي

March 2, 2008 at 10:05 PM  
Blogger EGYPT EYES said...

انجلز
....
شكرا على مشاركتك يارفيق
نعم بدون حزب ثوري حقيقي هكذا ستكون الثوره
تحياتي لك

March 2, 2008 at 10:06 PM  
Blogger EGYPT EYES said...

4xmisr
......
شكرا لك وأتمنى لك التوفيق

March 2, 2008 at 10:06 PM  
Blogger EGYPT EYES said...

مصطفى محمود
..........
الرائع هو روؤيتك من جديد يارفيق درش (:
تحياتي ومنوراني دايما

March 2, 2008 at 10:07 PM  
Blogger EGYPT EYES said...

ضد الظلم
..........
وتحياتي لك ياصديقي العزيز
منوراني دايما

March 2, 2008 at 10:08 PM  

Post a Comment

Subscribe to Post Comments [Atom]

<< Home

استقلال القضاء حق كل المصريين
حقوق النشر غير محفوظه ولا يهم ذكر المصدر