الحاج محمد
أخبرته أننا شعب ذليل يحكمنا نظام أكثر منا مذله فهاج وماج وصرخ في وجهي مطالبا إياي أن أكتفي بالحديث عن نفسي لم أستطع أن أكتم ضحكاتي فالرجل أوشك أن يصيبني بالفالج بحديثه عن مصنعه وعماله وبناته وأزواجهن هكذا بدون مناسبه مع العلم أنني لا اشبه أي من مذيعي التوك شو والحق يقال أنني تعمدت أستفزاز هذا الرجل الذي تبين لي أنه من هؤلاء الذين يملكون تلك العقليه الرأسماليه الكريهه يشتري مجهود غيره بأبخس الأثمان ليبيعه بأعلي سعر ممكن وهو فخور بهذا ويعتبر أن غالبية الناس من حوله (لحم أكتافهم من خيره) هو في نهاية العقد السادس من عمره موفور الصحه كعادة الأوغاد الذين هم على شاكلته يدعي معرفة كل شئ ويتحفني بمعلومات من نوعية أن السادات كان خساره في الشعب ده أو أننا لانحكم بشرع الله ! لاحقا أخبرته برأيي في السادات أملا في أن أصيبه بأرتفاع في الضغط ولكني للأسف لم أنجح في هذا إلا متأخرا كنت أجلس في مكاني المفضل مستغرقا في قرأة الدستور وأقصد بالدستور الجريده طبعا وليس دستورنا المباركي الذي نعيش في ظلاله المهم كان يجلس بجواري وكما قولت كنت أنا مستغرقا في القراءه حتى قطع هذا الأستغراق بسؤالي عن رأيي في المنتخب هكذا بدون مقدمات !!! أجابته برد مقتضب ودفنت رأسي من جديد في الجريده متمنيا أن يتركني لشأني لكن يأبي القدر كان الرجل مصمما على مواصلة الحديث وترك موضوع المنتخب ليحدثني عن ابراهيم عيسي وكيف أنه رجل يروج للأشاعات وأنه من الأفضل لي أقرأ المصري اليوم هكذا وبكل صفاقه يخبرني الرجل ماهو الأفضل لي وكأني واحد من أزواج بناته الذين يربون لحوم أكتافهم من خيره على حد تعبيره طبعا لمحبي العزله والتوحد مثلي يعتبر هذا التدخل السافر كابوس يصعب على حتى تخيله ولم أكن لأكمل معه أي حديث لولا حبي وتقديري لأبراهيم عيسى ورغبتي في أزالة أكوام القمامه التي ألقتها صحف النظام في عقل هذا الرجل الذي أكتشفت من خلال المحادثه أنه ويالحظي العاثر برجوازي يزن الأمور بماله الذي جمعه بعرق الأخرين وأنه هو نفسه لايختلف كثيرا عما يلقيه هذا الاعلام في رأسه هنا ظهر هذا الخاطر في رأسي لماذا لا أثير رعب هذا الرجل السمج قليلا بحديثي عن الفكر الأشتراكي ولا مانع أيضا أن أخبره عن مصير البرجوازيين من أمثاله في ظل دوله شيوعيه كنت أتحدث معه وعلى وجهي أبتسامه تتسع كلما زاد أتساع عينيه في أرتياع اللعنه لم أكن أظن أن بي بعض من ساديه لكن الحقيقه كنت مستمتعا بأثارة غضب هذا الرجل و بنفوره الذي بدا ظاهرا منه تجاهي في نهاية حديث لم يتكرر على الرغم من تكرار جلوسه وجلوسي على مقربه من بعضنا البعض في مكاني المفضل
Labels: مع الناس