شيوعي
لا أظن أن هناك فكر في العالم تعرض للتشويه المستمر أكثر من الفكر اليساري وقد قرأت وسمعت الكثير من الأنتقادات التي توجه له وهي تختلف من مكان إلى أخر ففي العالم الغربي نجد أن معظم الأنتقادات مركزه في أن الشيوعيه مقبره لحقوق الأنسان نتجت عن فساد سياسي واقتصادي كبير وأنا أتفق معهم إذا كانوا يقصدون بالشيوعيه ماكان يجري في الأتحاد السوفيتي السابق خاصة مابعد لينين مع التنبيه أن ماكان يجري وراء الجدار الحديدي لم يكن يمت للشيوعيه بصله فالطبقه العامله هناك تعرضت لأبشع صور الأستغلال والأستبداد وبالتأكيد لم تصل تلك الطبقه إلى السلطه أو حتى تشارك فيها بل أصبح الجيش والمخابرات السوفيتيه المعروفه بال (كيه جي بي) وبيروقراطية الدوله متمثله في ما كان يسمى بالحزب الشيوعي على قمة هرم السلطه وتوراى من سواهم في الظل أو في معتقلات سيبريا الرهيبه أما عن الأقتصاد فحدث ولا حرج فقد حول ستالين ومن جاء من بعده الدوله الأشتراكيه الشابه إلى مملكه من ممالك العصور الغابره وأستبدل الرأسماليه بثوبها المعروف برأسمالية أخرى هي رأسمالية الدوله نفسها وهذا ماجعل الاشتراكيه الثوريه تختفي من الأتحاد السوفيتي على يد الستالينيه منذ مابعد منتصف عشرينات القرن الماضي وليس في أواخر هذا القرن كما يتصور الكثير وبعيدا عن الحديث عن ستالين والستاليينه من بعده فهذا قد يأخذ منا عدة اسابيع دعونا نتحدث عن الأنتقادات التي وجهت للشيوعيه في مايسمى بالعالم الإسلامي تلك الأنتقادات التي أختصرت الفكر اليساري في انه فكر معادي للأديان وبالطبع أعتبر الكثير من المفكرين الأسلامين أن الشيوعيه ماهي إلا مؤامره كبرى على الأسلام بل لقد قرات مقال لأحد المدونين المتأثرين بمثل هؤلاء يشرح فيه العلاقه بين الشيوعيه واليهود ويقول فيه أن ماركس كان يهوديا وأنه كان متعاطف مع اليهود للدرجه التي جعلته يؤلف كتاب أسماه (حول المسئله اليهوديه) وكيف أن لينين أصدر قانون بتحريم العداء لليهود وكأن لينين كان المفترض به أن يقوم ببعض البروفات التي يكون محورها حرق اليهود حتى تستفيد منها النازيه فيما بعد ولكن على أي حال أنا أستطيع أن أتفهم هذا الخلط في منطقتنا بين اليهود والصهاينه وأتفهم ايضا أنه بالطبع لم يقرأ كتاب ماركس فقط سمع بعنوانه ليخرج لنا بتلك الأستنتاجات العبقريه !!! أنا هنا لن اقول أن الشيوعيين متدينين ويحرصون على الذهاب إلى المسجد أو الكنيسه أو إلى أي من دور العباده الأخرى لكن في نفس الوقت لا يمكنك أبدا أن تصف الشيوعيه بالكفر فنحن مثلنا مثل باقي البشر مختلفين نعم فينا الماركسي الملحد الذي لا يؤمن إلا بما تشعر به حواسه لكن فينا أيضا العلماني المؤمن بوجود الخالق وبصدق معجزات رسله وأنا أستطيع التعايش مع كلاهما فالفكر اليساري فكر أنساني يستهدف الأنسان بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس وانا لا أجد أي حرج في التعامل مع اي أنسان يختلف معي بشرط أن يحترم إيماني وقناعاتي ويجب هنا أن أنبه أن كوني شيوعي لا يعني أنني ملزم بأراء أو تصريحات أي حزب شيوعي أو أي رفيق في أي مكان في العالم نعم نحن نتفق على ثوابت مثل تحرير العمال والمضطهدين من كافة أنواع الأستغلال ومثل العمل على إيجاد البديل الأشتراكي الثوري وبالنسبه لي كل ماعدا هذا قابل للنقاش والأختلاف فلكل منا أولويات وخصائص
تحيه حمراء للرفاق
Labels: كلمات في السياسه