ثورة المعدمين والمخاوف البرجوازية
تابعت كما تابع كل المصريين أنتفاضة مدينة المحله الباسلة في مواجهة هذا النظام المؤمن بديكتاتورية الرأسمالية وعلى قدر ماأثارت دهشتي تلك الثورة العارمة التي شهدتها مدينة المحله أثار عجبي حسن ظن بعض الناس بالبرجوازيين الذين يصرخون ليل نهار أنهم يعارضون هذا النظام في تناقض غريب مع مصالحهم فهذا النظام يحرص أشد الحرص على زيادة ثرواتهم وهم أول الخاسرين في حالة زواله وهم يركبون الموجة لأثارة تعاطف البسطاء من الناس ولوضعهم تحت السيطرة فعلى سبيل المثال يقوم الأعلامي عمرو أديب في برنامجه الحواري الأشهر في مصر القاهره اليوم بأظهار معارضته للنظام بطريقة ساخرة تجعل منه منافسا حقيقيا لنجوم الكوميديا الشباب ويتبني الرجل حملات خيرية بل ودينية أيضا في بعض الأحيان ليصبح بهذا نجم من نجوم هذا المجتمع المتداعي و لا يجب أن يثير غرابتك أن في نفس الوقت يمشي أخاه في طريق موازي ومعاكسا له أعلاميا فمن ينسى تلك الحلقات التي قام المنتج والأعلامي الأخر عماد أديب بالعمل فيها على تلميع صورة الرئيس مبارك من خلال اللقاء الشهير الذي أجراه معه والذي أذيع قبل تمثيلية الأنتخابات الرئاسيه السابقه و بالطبع يمكن لمن يرى تلك الصوره من اعلى خصوصا إذا كان عضوا في أمانة سياسات الحزب الوطني أن يزعم أن هذا الأختلاف الأعلامي بين كلاهما هو الدليل على أزهي عصور الديمقراطية التي نعيشها في كنف الرئيس الخالد ولكن إذا كنت من القلة المندسة فمن الأفضل أن ترى الصورة من أسفل وعندها ستجد أن الامر بالنسبه لهما في حقيقة الأمر هو مجرد (بيزنس) في المقام الأول وكل منهم يعرض بضاعته بالطريقة التي تناسب موهبته لهذا انا لم استغرب ابدا الهجوم الشديد الذي شنه المعارض الشيك عمرو أديب على المحله وثورتها التي أخجلت باقي المدن المصرية الخانعة الخاضعة لقضاء مبارك الذي يسميه أمثال يوسف البدري وطنطاوي بقضاء الله فالرجل أصابه الذعر من ثورة بعض الجياع المحرومين من أبسط حقوق الأنسان في العمل والزواج بل والحياة نفسها أحيانا ومع هذا فأنا أعذره في ذعره هذا فهو يعلم أن تلك الثورة لو أمتدت إلى باقي المدن المصرية لكانت محرقة لكل برجوازي متعفن مثله وللحديت بقية.
Labels: كلمات في السياسه